ثقافة وفن

الحلبي: لبنان منبت الحرف والكتاب وموطن الأدباء والشعراء ورجال العلم والفكر والفن

رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال  الدكتور عباس الحلبي اليوم، الإحتفال النهائي لمشروع “تحدي القراءة العربي” الذي نظمته مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في قصر “اليونسكو” ، في حضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحاج حسن ، رئيس لجنة التربية النيابية النائب حسن مراد ، المدير العام للتربية عماد الأشقر ورؤساء الوحدات والمديريات في الوزارة وجمع من الأدباء والشعراء والكتاب والفنانين وأعضاء اللجنة التحكيمية، والأسرة الإدارية والتربوية في الوزارة، والتلامذة المشاركين ومديري مدارسهم واساتذتهم واهاليهم.

بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والإماراتي ألقت رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في الوزارة صونيا خوري كلمة قالت فيها : ” المطالعة عمليةٌ معرفيَّةٌ وفكريَّةٌ تُحفِّزُ العقلَ على العمل باستمرارٍ، فتُبْقي الدِّماغ نشِطًا وتَزيد من قُدرتِهِ على التَّركيزِ والتَّحليلِ والنَّقدِ، وتُنَمّي الخيال الواسع والإبداع، وهي مصدر للاستمتاع والتّرفيه، وأداة شاملة تُسْهِم في تطوير الإنسان على الأصعدة كافَّة ، وصدق مَنْ قال: “لا ينمو الجسَد إلَّا بالطَّعام والرِّياضة، ولا ينمو العقل إلَّا بالمطالعة والتَّفكير”.

اضافت: “على الرَّغْم من أهميَّة المطالعة وفوائدِها، لم يَعُد الكتاب خير جليس لأبناء هذا الجيل، وذلك عائد إلى قلّةِ الوقت، ضغوطِ الحياة، غيابِ التّحفيز، الاعتماد على التّكنولوجيا، نقصِ المكتبات ومصادر المعرفة أو صعوبة الوصولِ إليْها، قلّة الوعْي ولا سيَّما في حالات الضُّعف التّعليميِّ، التّكْلفة، البيئة غير المُحفِّزةِ. لهذه الأسبابِ وغيرِها أُطْلِقَت مسابقة “تحدّي القراءةِ العربيِّ”، بمبادرةٍ من الشّيخ مُحَمَّد بن راشد آل مكتوم مشكورًا ، أكبرُ مبادرة تنافسيّة معرفيّة، فكانَت فُرصة رائدة لتنمية شغَف المطالعة باللّغة العربيّة عند تلامذة المدارس بمختلف مراحلهم التّعليميّة.

وتابعت: “منذُ خوضِ لبنانَ مسار التّحدّي في العام 2015، ومصلحة الشّؤون الثّقافيّة والفنون الجميلة تحاول جاهدة رفعَ عدد التّلامذة المشاركين، وجعْل القراءة زادًا يوميًّا ونهجَ حياةٍ، ليس حبًّا بالتّنافسِ فحسْب، بل إيمانًا منها بأهميَّةِ القراءة وتأثيرها الإيجابيِّ على التّلامذة وأحلامهم ومستقبلهم.  وأراها، اليومَ، فرصةً لأوكّدَ أنَّ التّحدّيات الّتي تواجه تعزيز القراءة عندَ أولادنا تتطلّبُ تضافرَ جهودِ كلٍّ من الأسرةِ، المدرسةِ والمجتمعِ”.

واردفت: “​أبدأُ منَ المنزلِ، هل يقدّمُ الأهلُ نموذجًا يُحتذى لأولادهم؟ هل يقرأون أمامهم ومعهم؟ هل يُشجّعونَهم على القراءة؟ هل يتحدّثون معهم عن الكتب الشّيّقة بحماسةٍ وفرحٍ؟ هل يتبادلون معهم مضمون كتابٍ مُعيّنٍ؟ هل يقدّمون لهم الكتبَ كهدايا في المناسبات.  ​وفي المدرسة هل تشجّع المناهج التّعليميّة على القراءة الحرّة وتُنظّمها؟ هل يوجد في كلِّ مؤسّسةٍ تعليميّةٍ مكتبةٌ مدرسيّةٌ مجهّزةٌ؟ هل تُنَفَّذ البرامج القرائيّة التّنافسيّة الّتي تُحفّز على القراءة بانتظامٍ، أوِ الأنشطة المدرسيّة المرتبطة بالكتب كتنظيم معارض أو كتابة تقارير عن الكتب، أو تمثيل مسرحياتٍ مستندةٍ إلى القصص. ​أمّا المجتمع فأينَ الفعاليات والأنشطة الثّقافيّة والأدبيّة الّتي تخلق بيئة مُعَزّزة للقراءة؟ أين المعارض والنّدوات ونوادي القراءةِ؟ أين المكتبات العامّة، أين دور وسائل الإعلام، الّتي بات المحتوى التّرفيهيُّ يطغى على الحيّز الأكبر من برامجها، وتَشُحّ البرامج التثقيفيّة، فلا ترويج للقراءة، ولا دعوة لمجالسةِ الكتاب، بل توجيهٌ نحو الإعلام الرّقْميِّ ووسائل التّواصل الاجتماعيِّ”.

وختمت: “نؤمن بأنَّ لبنانَ موطن الفلاسفة والأدباء والشّعراء ورجال العلم والفكر والفنّ، وخير دليل على ذلك الثُّلَّةُ المميَّزةُ منَ الشّعراء والكتّاب والأدباء الّذين يشاركونَنا، اليوم، هذا اللّقاء، ولكن كيف نحافظ على هذا الإرث ونسلّمه لمن سيخلُفُنا. حقًّا إنَّ التّحدّيَ كبيرٌ. هنيئًا لكلِّ مَن شارك وقرأَ وأوْجز، وإن لم يكن من بين الفائزين الأوائل، فهو بطل في نظرنا، لأنَّه تحدَّى وقرأَ ونافسَ، ونحن على يقينٍ بأنّ هذه التَّجْرِبة سيكون لها الأثر البالغ في مستقبله”.

الخالدي

ثم تحدث عبر الشاشة مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” الدكتور فوزان الخالدي فقال: “أحييكم جميعاً، ويسعدني أن أتحدث إليكم اليوم في هذا الحفل الختامي لتتويج أبطال تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى الجمهورية اللبنانية الشقيقة،وأن أعبر باسم مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، التي تنظم “تحدي القراءة العربي”، عن تقديري لجهود وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الثقافة في الجمهورية اللبنانية الشقيقة ولجميع الجهات التي سهلت مشاركة أكثر من 29 ألف طالب وطالبة من 324 مدرسة، وكل التقدير لجهود وتفاني أكثر من 1000 مشرف ومشرفة رافقوا الطلبة خلال مرحلة التصفيات، وهو ما أسهم في تميز طلبة لبنان في منافسات التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، ​وهذا يدل على الاهتمام الذي يبديه لبنان رسمياً ومجتمعياً بإعلاء الشأن الثقافي والمعرفي وتشجيع أبناء الجيل الجديد على القراءة”.

اضاف: “​حققت الدورة الثامنة من “تحدي القراءة العربي” إنجازات جديدة على مختلف الصعد، ​ويكفي أن نشير إلى تسجيل الدورة الثامنة أرقاماً غير مسبوقة في أعداد المشاركين، ​حيث استقطبت أكثر من 28 مليون طالب وطالبة من 50 دولة حول العالم، ما شهدت مشاركة أكثر من 229 ألف مدرسة، وأكثر من 154 ألف مشرف ومشرفة قراءة،​ وهو ما يعكس المكانة المرموقة لهذه المبادرة القرائية وقدرتها على إحداث التأثير الإيجابي في المشهد الثقافي العربي”.

وختم الخالدي:​ “بتعاوننا جميعاً سيواصل “تحدي القراءة العربي” تأدية رسالته في ترسيخ مكانة اللغة العربية لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع. ​وتعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة وتنمية مهارات التفكير الإبداعي. ​فكل الشكر والتقدير لمن يساهم في تحقيق هذه الرسالة النبيلة.​ أتوجه بالتهنئة إلى أبطال “تحدي القراءة العربي” في لبنان وإلى أسر الطلبة المشاركين في الدورة الثامنة، ​وإلى وزارة التربية والتعليم العالي وجميع المعنيين بالشأن الثقافي والتعليمي في لبنان، ​وكل من دعم الطلبة وشجعهم على المشاركة في “تحدي القراءة العربي”.

الحلبي

ثم ألقى الوزير الحلبي كلمة رحب فيها بالحضور وقال: “مما لا شكّ فيه أن القراءة بشكل عام، وباللغة العربية بصورة خاصة، بلغت معدلات متدنية في لبنان وفي المنطقة العربية مع ابتعاد الشباب عن مجالسة الكتاب، وبات الأمر يستدعي تدخلا منظمّا لتنفيذ برامج محفزة على غرار مبادرة “تحدي القراءة العربي” التي أعادت للأجيال الطالعة شغف المطالعة”.

اضاف: “تأتي هذه المبادرة في إطار الرؤية الثاقبة لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتأمين مشاركة مليون تلميذ في قراءة خمسين مليون كتاب كل عام دراسي، وقد وفر للمشروع مقوّمات النجاح من خلال التعاون الوثيق مع الوزارات التي تعنى بالتربية والتعليم في مختلف الدول العربية. منذ العام الدراسي 2014- 2015 تلقفت مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في المديرية العامة للتربية بإدارة السيدة صونيا خوري ، مبادرة “تحدي القراءة العربي” واحتضنتها ، وسعت جاهدة لرفع عدد التلامذة المشاركين فيها، إيمانا منها بأهمية العودة إلى القراءة وإلى الكتاب كمصدر ثابت للعلم والمعرفة والانفتاح على الثقافات، وقد باتت هذه المسابقة محطة سنوية ينتظرها التلامذة، وهي محط اهتمامنا الشخصي لأنها دعوة ومسار من أجل التمسّك بمصدر المعرفة”.

وتابع: “ظهر واضحا تفاعل تلامذتنا مع “تحدي القراءة العربي” في موسمه الثامن، وهذا الأمر يدلّ عن مدى التقدير الذي تحظى به هذه المبادرة، في تحفيز أجيالنا الجديدة على القراءة والتنافس المعرفي، والاطلاع على النتاجات الفكرية لمختلف الثقافات العالمية، وقد لمسنا في خلال مراحل تصفيات الموسم الثامن من التحدي ، اهتماماً بالغاً من مدارسنا الرسمية والخاصة ، من خلال تسهيل مشاركة التلامذة والتلميذات وتشجيعهم على تقديم أفضل ما لديهم ، للفوز على المستوى الوطني وتمثيل لبنان في المرحلة الختامية في دبي. لبنان منبت الحرف والكتاب وموطن الفلاسفة والأدباء والشعراء ورجال العلم والفكر والفن، هم ثروته وغناه، هم صناعته النفيسة التي غزت العالم، وبيننا اليوم ثلة مميزة من الشعراء والكتاب والادباء اللبنانيين الذين لبوا دعوتنا ومشاركتنا فرحة هذه التظاهرة الثقافية، وإننا اذ نحيي كلاّ منهم فردا فردا، نشدّ على أياديهم ليواصلوا مسيرة الكتابة ويتابعوا خطى من سبقهم في رفد هذا الوطن بأفضل الانتاجات الأدبية والفكرية”.

وختم: “إننا في هذه اللقاء الثقافي الرائد إذ نعبر عن تفاؤلنا بعودة التمسك بلغتنا الأم، اللغة العربية، نؤكد اعتزازنا الكبير وتقديرنا لدولة الإمارات ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ولشخص صاحب السمو، وإننا نقف إلى جانبه في رؤيته البعيدة المدى لإستنهاض العرب من أجل تحقيق التنمية. إنني أهنئ في هذه المناسبة جميع التلامذة المشاركين ومشرفيهم ومديري مدارسهم وأهاليهم، كما أحيي كل من أسهم في إنجاح هذه المبادرة في الإمارات العربية المتحدة وفي لبنان، وخصوصا لجان التحكيم التي كشفت عن مستويات متميزة في القدرة على استيعاب الكتب المقروءة، وعن تمكّن كبير باللغة العربية، وإنني أبارك مجدداً للفائزين، وأهنئ رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة السيدو صونيا خوري وفريق عمل المصلحة ، التي تبذل في كل محطة سنوية من هذه المبادرة جهودا جبارة لبلوغ الهدف المنشود”.

وتخلل الحفل رقصات ودبكات فولكلورية وقصيدة مغناة كتبها الشاعر نزار فرنسيس ولحنها الموسيقار إيلي العليا وغناها الفنان معين شريف الذي قدم اغنيات وطنية وفولكلورية .

ثم سلم الوزير الحلبي والمدير العام للتربية والوزير الحاج حسن والنائب مراد ورئيسة المصلحة الثقافية الدروع والشهادات للتلامذة الفائزين وكذلك من فئة اصحاب الهمم ومن التلامذة الفائزين عن فئة غير اللبنانيين، ونال المرتبة الأولى في تحدي القراءة العربي التلميذ عمر أحمد الشموري من “مدرسة خليل شهاب” في البقاع وحصل على علامة 96 . وتم تسليمه الشعلة ليشارك في بطولة العالم لـ”تحدي القراءة العربي” التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة وإلى جانبه العشرة الأوائل وأصحاب الهمم.

المصدر: وكالة أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى