متفرقات

حراك فرنسي أميركي لاحتواء التصعيد في لبنان… و24 ساعة مفصلية

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: يتواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان مستهدفاً الحجر والبشر، من الجنوب إلى البقاع مروراً بالضاحية الجنوبية وساحل الشوف وصولاً الى جرود جبيل وكسروان، في حرب مفتوحة ومكشوفة وإصرار من العدو على تدمير القدرات العسكرية لحزب الله، وفق ما  يزعم، ليرد الأخير بقصف المواقع العسكرية في شمال الأراضي المحتلة وصولاً إلى حيفا وتل أبيب، حيث قصف تل أبيب صباح أمس بصاروخ باليستي متوسط الحجم.

تزامناً، يُجري رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات في نيويورك على خط التهدئة، والبحث في إمكانية خفض التصعيد ولجم العدو الإسرائيلي عن شن حرب شاملة على لبنان، كما التوصل الى حل شامل للوضع في المنطقة.

وحضر لبنان في جلسة مجلس الأمن، حيث شددت كلمات مندوبي الدول المشاركة على ضرورة تجنّب الصراع في جنوب لبنان وتدهور الأمور نحو حرب شاملة في المنطقة، وكان لافتاً تحذير الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن قائلاً: “الجحيم بدأ يندلع في لبنان”.

في هذه الأثناء، كشف وزير الخارجية الفرنسي عن مقترح فرنسي أميركي مشترك سيُعلَن عنه قريباً جداً، وذلك في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس الفرنسي إيمانويل، الذي أعلن أن وزير خارجيته سيتوجه إلى لبنان مطلع الأسبوع.

ميدانياً، تزاداد الامور تعقيداً، وواصل العدو الإسرائيلي تهديداته للبنان ملوّحاً أمس باجتياح برّي. وتوقفت مصادر مراقبة في حديث جريدة “الأنباء” الإلكترونية عند إمكانية التوصل إلى خطة تهدئة في لبنان، مشيرة إلى أن اميركا ناقشت هذا الموضوع على مدار يومين مع دول عربية وفرنسا وإسرائيل، وبالتالي فهي تعد خطة لوقف نار مؤقت بين إسرائيل ولبنان قد يتم الإعلان عنها خلال ساعات، ما يتلاقى مع تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن أمامنا 24 ساعة مفصلية.

في السياق، أشار الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنه من الواضح أن الإستراتيجية القتالية الإسرائيلية تتجه بوتيرة تصاعدية وما زالت آخذة على نحو إجرامي تجاه المنازل والمدن والقرى، دون أي استثناء وحدود، الأمر الذي دفع بالحزب إلى الرد على هذه الاعتداءات بالنوعية والمكان والمدى، إذ وصلت الصواريخ إلى تل أبيب، وهو أمر هام جداً، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن قدرات حزب الله لا تقارن بقدرات اسرائيل، إنما استطاع إحراجها، خصوصاً بعد الحديث عن افساح المجال للفرص الدبلوماسية للوصول إلى حل دبلوماسي.

ملاعب رأى أن الدعم الاميركي هو ما يسمح لإسرائيل بهذه العمليات العدوانية ضد لبنان، والحديث عن خلق معادلة عودة سالمة للمستوطنين الى شمال اسرائيل مقابل عودة سالمة للنازحين اللبنانيين الى قراهم المقدمة، وهو ما تخطط له اسرائيل مع موافقة حزب الله على التراجع مسافة 10 كلم، معتبراً أننا ما زلنا في بداية الحرب، وعملية استدعاء اسرائيل لجنود الاحتياط معناها أنها تمهّد لعملية برية في جنوب لبنان.

على خط موازٍ، تستمر عمليات استقبال النازحين الجنوبيين في القرى والبلدات اللبنانية الآمنة في مختلف المناطق، لا سيما في الجبل. فعملاً بتوجيهات الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط تحوّلت وكالات الداخلية في الحزب في الشوف والاقليم وعاليه والمتن والشويفات وراشيا الى خلية نحل منذ بدء عملية النزوح، وقد سجل في اليومين الماضيين جهد كثيف على هذا الصعيد لتأمين إيواء النازحين واتخاذ الإجراءات اللوجيستية كافة.

بدوره، أشار وكيل داخلية الشوف في التقدمي عمر غنام في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنه اعتباراً من نهار الأحد مساء بدأ تدفق النازحين الى الشوف، لافتاً الى تخصيص 20 مركزاً سمح بإيواء 3500 شخص، وهناك ما يتجاوز هذا العدد خارج المراكز، بعضهم حلَّ في ضيافة أصدقاء لهم، والبعض الآخر فضّل الإقامة بشقق خاصة مؤجّرة.

غنام كشف أن الجهد كان على عاتق خلايا الأزمة في القرى، لافتاً إلى أن الحزب جزء أساسي من هذه الخلايا في ظل التقصير الواضح من قبل الدولة، إذ إننا نقدم المساعدة على قدر الامكانيات والمساعدات التي تصلنا من مؤسسة الفرح الإجتماعية وبعض الجمعيات الانسانية، ومن مبادرات محلية بالتعاون مع الاهالي والفروع الحزبية، لافتاً إلى نقص بالفرش والأغطية والمخدات لأنه لغاية الآن وبعد 72 ساعة لم نتسلّم من الدولة أيّ من المستلزمات، فيما يتم التنسيق مع المسؤولين في حزب الله وحركة أمل والبلديات، وبدأنا بتوزيع كل ما يحتاجونه وقد أوعز الرئيس وليد جنبلاط لمؤسسة فرح تأمين ما يلزم بالتعاون مع الاتحاد النسائي والمنظمات غير الحكومية لتأمين كل متطلبات هذه المرحلة.

إذاً، الأمور تتدحرج نحو الأسوأ ما لم يتم ردع العدو وتفعيل الضغط الدولي باتجاه تهدئة تصب في مصلحة لبنان وحل شامل يُجنبه تداعيات الجنون الإسرائيلي، فيما يبقى التضامن الوطني الأساس في هذه المرحلة الدقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى