مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”: امتعاض دولي من التعاطي الفوقي لنتانياهو مع الرغبة الدوليّة بوقف إطلاق النار على جبهة لبنان
أشارت مصادر الى ان “خطّ التواصل السياسي والديبلوماسي مفتوح بحرارة عالية بين عين التينة ومستويات عربية ودولية، وما يتسرّب منها يؤكّد إجماعاً دولياً على الحاجة الملحّة للوقف الفوري لإطلاق النار، وانّ لبنان ذهب إلى المدى الأبعد في التجاوب مع الجهود الرامية إلى وقف اطلاق النار في موازاة الإصرار الاسرائيلي على استمرار العدوان واستهداف المدنيين”.
وأعرب مسؤول كبير لـ”الجمهورية” عن اعتقاد راسخ لديه بأنّ الضغط الاميركي الجدّي على نتنياهو من شأنه أن يحمله على وقف المماطلة والكذب، وقال: “هذا الضغط الجدّي لم نلمسه حتى الآن، بل ما نراه هو العكس، مجازر يومية بحق المدنيين، تدمير القرى والبلدات، وتهديدات وحشود تحضّر لعدوان واسع، وهو الأمر الذي يثير الريبة من أن تكون خلف الأكمة “قبّة باط” لاسرائيل في التمادي في عدوانها.
وعلى خطٍ موازٍ، كشفت مصادر ديبلوماسية من نيويورك لـ”الجمهورية” عن امتعاض دولي من السلبية المتعمّدة من قبل نتنياهو والتعاطي الفوقي مع الرغبة الدوليّة بوقف إطلاق النار على جبهة لبنان، مع التصويب الدائم والمباشر على “حزب الله” واتهامه بدفع الأمور إلى ما وصلت اليه، وانّ عليه ان يوقف هجماته على إسرائيل.
واشارت المصادر إلى أنّ هذا الإمتعاض لمسناه بشكل خاص لدى الأميركيّين، لكنهم يتجنّبون اتهام نتنياهو بالمماطلة وتعطيل الهدنة، وإن كانوا يوحون بأنّهم يستغربون عدم موافقته على المبادرة التي قادتها الولايات المتحدة وترى فيها مصلحة لكل الاطراف. وقالوا انّ الوقت لم ينفد بعد، وسيبذلون جهداً متزايداً مع رئيس الوزراء الاسرائيلي لبلوغ تسوية.
ولفتت الى أنّ ممثلي تلك الدول تعتريهم مخاوف حقيقية من انزلاق الامور الى تصعيد أكبر، في ظل الحديث المتزايد في اسرائيل عن عدوان بري على لبنان، حيث أنّهم يجمعون على أنّ هذا الامر يُدخل لبنان والمنطقة في مرحلة اشتعال وعواقب كارثية رهيبة، والفرنسيون تحدثوا بهذا الأمر مع الاسرائيليين وحذّروا من مخاطر استمرار العدوان ولم يحصلوا على اجابات واضحة”.
وقالت: “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يبذل جهداً كبيراً في الاتصالات واللقاءات التي أجراها مع عدد من قادة الدول ورؤساء حكومات، لحمل إسرائيل على وقف عدوانها، مؤكّداً على ثوابت لبنان والتزامه الكلي بمندرجات القرار 1701، وعلى أنّ لبنان مع كل ما يؤدي إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة. ولمس تضامناً مع لبنان في محنته، وحماسة أكيدة لوقف اطلاق النار”.