أخبار لبنانية

المواجهة البريّة وجهوزية حزب الله: العبرة بالخواتيم

لطالما كان حزب الله يتحدث عن إمكاناته البرية وقدراته في إيذاء العدو بحال فكر الدخول الى لبنان، واليوم نعيش هذه المرحلة، فالجيش الإسرائيلي أعلن بدء عملية برية في لبنان بأهداف بسيطة، ما يُظهر أنه تعلم من دروس وعبر حرب تموز عام 2006، وعدوانه على غزة 2023 يوم وضع أهدافاً مستحيلة ويفشل في تحقيقها حتى اليوم

يُريد جيش العدو من خلال ما أعلنه عن العملية البرية ضرب مقدرات حزب الله قرب الحدود، ومنها من استخدام صواريخه الثقيلة وضرب الأنفاق، ولكنه بطبيعة الحال يمتلك مجموعة من الأهداف غير المعلنة، إنما ما يهمنا هو الإضاءة على هذه العملية البرية وجهوزية الحزب.

في البداية لا بد من الإشارة الى أن العملية البرية الإسرائيلية تتألف من ثلاث مراحل أساسية، المرحلة الأولى بدأت مع الأسبوع الحالي، أي قبل الإعلان الرسمي عن بدئها، وهي المرحلة التي تتضمن تنفيذ إنزالات برية في نقاط معينة ودخول الى أخرى لزرع أجهزة تنصت وتحسّس وتفجير، واستخدامها في المرحلة الثانية التي تتضمن دخول القوات وشقّ الطرق، أما المرحلة الثالثة فهي التي يتم فيها تثبيت النقاط العسكرية التي يصل اليها العدو ليُفاوض على أساسها.

هذه الخطوات لا بد للجيش الاسرائيلي أن يقوم بها، ومع الساعات الأولى للعملية العسكرية عاجلته المقاومة، بحسب مصادر متابعة، بضرب تجمعات جنوده على الحدود في شمال فلسطين، أثناء التحضير والتجمع وقبل الدخول الى الأراضي اللبنانية، ما كشف له أن المقاومين لا يزالون على الحدود، كما أن الحزب تعمد تنفيذ عمليات بصواريخ الكاتيوشا ولذلك دلالات حول مكان إطلاق الصواريخ وبعده عن الحدود.

كذلك تكشف المصادر أن الحزب رصد قوة إسرائيلية تعمل خلال المرحلة الأولى، قبل الإعلان الرسمي عن بدء العملية العسكرية، على زرع أجهزة في منطقة العديسة، فلم يتعامل معها عسكرياً، بل رصد وكمن وانتظر ثم نفذ عمليّة كبيرة فجر الأربعاء، وتُشير المصادر الى أن هذه العملية ليست إلا البداية.

تؤكد المصادر أن المقاومة جاهزة للمواجهة، ولكن ما يجب على الجميع معرفته هو أن الحرب البرية لا تعني منع العدو من الدخول، بل على العكس قد تعني في بعض النقاط استدراجه للدخول، تماماً كما حصل في العام 2006، كما أن الجيش الاسرائيلي قادر من خلال الضغط العسكري والغارات أن يدخل، إنما الحرب الأساسية والمواجهة تكمن في المرحلة الثالثة حيث سيُمنع من تثبيت النقاط، وسيكون مضطراً للخروج والتراجع بسبب حجم الخسائر التي سيُمنى بها، وتشدّد المصادر على أن العبرة من الحرب البرّية ستكون في الخواتيم.

لا شكّ أن العمليّة البرّية ستشكل أساساً لأيّ تفاوض مقبل، لأنّ الجيش الإسرائيلي الذي يعيش نشوة انتصاراته يرفض التفاوض طالما يعتبر نفسه منتصراً، لذلك الأهميّة تكمن في هذه الحرب ونتائجها، فالتفاوض يحصل على أساس أمرين، القوّة السّياسية والقوة العسكريّة الميدانيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى