متفرقات

تطمينات واستنفار أمني في واشنطن تحسباً لمواجهات مع غموض نتائج الانتخابات

كتبت صحيفة “البناء”: تلاقى المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كمالا هاريس في ذروة التنافس الانتخابي على إشاعة مناخ إيجابي تجاه الثقة بنزاهة العملية الانتخابية، مع التحفظ بإضافة كلمة حتى الآن، والإعلان عن الاستعداد لقبول النتائج إذا كانت النتائج مقنعة ربحاً أو خسارة. وبدت هذه التطمينات الحذرة تلبية لطلب المؤسسات الأمنية لتهدئة كل من المرشحين لمؤيديه وشارعه، في ضوء القلق من مخاطر اندلاع مواجهات في الشوارع احتجاجاً على النتائج، واستباقاً لرفض النتائج من الفريق الخاسر في الولايات التي يكون الحكم فيها للحزب المنافس. وفي واشنطن أعلنت القيادات الأمنية استنفار آلاف عناصر الشرطة ونشرهم في نقاط حساسة تحسباً لمخاطر أمنية قالت إن تقاريرها تتحدّث عن احتمال وقوعها خلال الأيام المقبلة، خصوصاً إذا تأخر إعلان النتائج في ولايات مؤثرة غير محسومة الولاء لأي من المرشحين والحزبين، مع بقاء كل استطلاعات الرأي عند إشارات تؤكد على غموض النتائج، حيث ترجيحات الفوز بنتائج الولايات المتأرجحة كلها تشير الى فوارق دون الـ 1% ما يضعها في قلب هامش الخطأ.
في كيان الاحتلال أزمة كبرى انتقلت إلى الشارع كانت شرارتها إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، بما بدا استفزازاً للشارع الذي سبق وخرج دعماً لبقاء غالانت قبل سنتين، على خلفية التعديلات القضائية التي تبناها نتنياهو لصالح حلفائه في اليمين المتطرف الديني والقومي، بينما تشكل قضية تجنيد الحريديم من جهة والتحقيق في فضيحة التسريبات الأمنية من مكتب نتنياهو محورين راهنين للتصادم بين نتنياهو وغالانت، مع الخشية من تسليم غالانت لوثائق تطلبها المحكمة في التحقيق وقد تؤدي إلى الزج بنتنياهو في قفص الاتهام، بينما تهدّد مبادرة غالانت إلى دعوة آلاف عناصر الحريديم للالتحاق بالجيش بفرط عقد الائتلاف الحكومي. وتداولت وسائل إعلام الكيان تقارير عن نية نتنياهو إقالة قادة الجيش والأجهزة الأمنية، حسماً للازدواجية في القرار حول خيارات مثل قضية التفاوض ومشروع صفقة تبادل تنهي حرب غزة، حيث يؤيد الجيش والأجهزة الأمنية وغالانت خيار الصفقة ويحمّلون نتنياهو مسؤولية تعطيلها، كذلك قضية تجنيد الحريديم، وقضية التحقيق في التسريبات الأمنية. والأهم في قضية تقدير الموقف من الحرب وقدرة الجيش على مواصلتها، حيث يُصرّ نتنياهو على المضي بالحرب رغم تحذيرات قادة الجيش والأجهزة الأمنية من خطورة المخاطرة بذلك واحتمال التسبب بكارثة خصوصاً في جبهة لبنان.
الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين والشرطة في حيفا والقدس وتل أبيب أعادت إلى الذاكرة صورة احتشاد مئات الآلاف ضد نتنياهو وحكومته، بعدما صدرت نداءات عن المعارضة لتوسيع دائرة الاحتجاج وصدور دعوات تلوّح بالعصيان المدني والإضراب العام المفتوح حتى إسقاط الحكومة.
وفيما كان العالم يحبس الأنفاس بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية في ظل تنافس شرس بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومرشح الحزب الديمقراطي دونالد ترامب، خطفت الأضواء الخطوة التي قام بها رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت من منصبه، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفًا له، في خطوة ستترك الكثير من التداعيات السلبية على المستويين السياسي والأمني على الداخل الإسرائيلي وبطبيعة الحال تداعيات على مسار الحرب في غزة ولبنان والمنطقة.
ولفتت مصادر سياسية لــ «البناء» الى أن «ما قام به نتنياهو هو انقلاب وزاري – سياسي بتخطيط مع وزراء التيار الديني المتطرّف لإحكام السيطرة على القرار السياسي والأمني في الحكومة للتصرّف بحرية في ملفات الحرب في غزة من خلال تجميد أي صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وملف الحرب مع لبنان والتصعيد في العمليّات العسكرية البرية والجوية وارتكاب المزيد من المجازر، والتوجّه إلى التصعيد مع إيران كما كان يُصرّح وزير الحرب الإسرائيلي الجديد وزير الخارجية الأسبق يسرائيل كاتس بأن أحد أهدافه الأساسية هو ضرب المفاعل النووي الإيراني».
وفي أول تصريح بعد تعيينه زعم وزير الحرب الإسرائيلي المعين يسرائيل كاتس أن «الأولوية هي لإعادة الأسرى من قطاع غزة وتدمير حركة حماس وحزب الله».
وتوقعت المصادر السياسية لـ»البناء» تصعيداً على الجبهة مع لبنان، علماً أن تصاعد الخلاف بين نتنياهو وغالانت هو الفشل بتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية للحرب على لبنان وطلب غالانت ورئيس الأركان الإسرائيلي من المستوى السياسي إعادة النظر بالعملية البرية في جنوب لبنان والحرب برمتها، إضافة إلى تشجيع غالانت على عقد صفقة تبادل الأسرى مع حماس، مع الإشارة الى أنه جرى توحيد الائتلاف الوزاري في «إسرائيل» وتأجيل الخلاف وقرار الإقالة لغالانت بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في 27 أيلول الماضي على اعتبار أن تحقيق النصر المطلق سيكون خلال أسابيع قليلة. وأوضحت أن خطوة نتنياهو تؤشر الى نيته مواصلة الحرب حتى بعد إعلان نتائج الانتخابات الأميركية وبالحد الأدنى حتى تسلّم الرئيس صلاحياته في مطلع العام المقبل.
وكان غالانت في آخر تصريح له قبل إقالته، زعم أن «إنجازات الجيش تضع «إسرائيل» في موقف قويّ لمطالبة حزب الله بدفع قواته إلى شمال الليطاني». وفي حديث لفايننشال تايمز، ادعى «أننا بحاجة إلى وقف نقل الأسلحة من إيران عبر سورية والعراق إلى لبنان».
وكان غالانت قد زعم في وقت سابق أننا سنقضي على حزب الله وهدّد باغتيال الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.
واستبق نتنياهو بخطوته إقالة غالانت وفق خبراء في الشأن الإسرائيلي نتائج الانتخابات الأميركية وإعلان فوز الرئيس الجديد، لتحصين حكومته ضد أي ضغوط من الإدارة الأميركية الجديدة على «إسرائيل» لوقف الحرب في غزة ولبنان، لتدارك التداعيات الكبيرة لها على مستوى المنطقة برمّتها، خصوصاً بعد تصعيد حزب الله لعملياته النوعية وتهديد تل أبيب ومطاردة نتنياهو والتهديدات الإيرانية بالرد الحاسم والكبير على «إسرائيل».
وفي سياق ذلك نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، أن «الصراع بين «إسرائيل» وحزب الله يشكل الخطر الأكبر على واشنطن لا الحرب في غزة، وهناك قلق من أن يجرّ هجوم «إسرائيل» على لبنان واشنطن ودولاً عربية مجاورة إلى القتال». وذكرت الصحيفة، أن «هجوم «إسرائيل» على لبنان يثير قلق إدارة بايدن لأنه قد يتحوّل لقتال بين «إسرائيل» وإيران، ومن المرجّح بشكل متزايد أن ينقل بايدن الأزمة في لبنان إلى خليفته».
وفي سياق سلسلة من الإخفاقات الإسرائيلية على جبهتي غزة وجنوب لبنان لا سيما سحب ألوية من القوات النخبة من الحدود مع لبنان، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قادة جيش الاحتلال لم يجدوا حتى الآن مَن يقبل بتسلّم قيادة وحدة الاستخبارات الصهيونية 8200، من داخل المؤسسة العسكرية نفسها، ليبدأ البحث عن شخص من الخارج. وبحسب الصحيفة، القرار النادر نابع بشكل رئيسيّ من فشل الاستخبارات في 7 تشرين الأول 2023، وهو فشل منهجيّ يعاني منه الكثيرون، حتى أولئك الذين كان من الممكن ترشيحهم للمنصب.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، الى ان «الوزير أنتوني بلينكن بحث في اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجهود الجارية لإنهاء الحرب في غزة، والجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل في لبنان».
ميدانياً، واصلت المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها النوعية ضد العدو الاسرائيلي، ‏وفي «إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة لعددٍ من مستوطنات الشمال، ‌‏‌‏استهدف مجاهدو المُقاومة مستوطنة دلتون بصلية صاروخية».‏
وأعلن «حزب الله» استهداف تجمع لقوات العدو في ثكنة دوفيف بصلية صاروخية. وقال «استهدفنا ثكنة معاليه غولاني برشقة صواريخ». واستهدف «تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا بصليةٍ من الصواريخ النوعية». وقصف «مصنع مواد متفجّرة في الخضيرة جنوب مدينة حيفا برشقة صواريخ نوعية». وأعلن «استهداف ‏تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس بصليةٍ صاروخية، وتجمعًا لقوات ‌‏جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة يفتاح بصليةٍ صاروخية».‏
وأفاد موقع «واللا»، أنه «تم رصد 20 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه نهاريا وبلدات محيطة بالجليل الغربي».
في المقابل، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فارتكب مجزرة في برجا، حيث أغار على شقة في مبنى سكني عملت فرق البحث والإنقاذ على انتشال جثمان شهيدة وسحب ٧ جرحى من تحت الأنقاض وتولّت جهات أخرى نقلهم إلى المستشفى.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن «غارة العدو الإسرائيلي على برجا أدّت في حصيلة أولية إلى استشهاد خمسة عشر شخصاً، ولا تزال عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض مستمرة».
وتواصلت الغارات على الجنوب والبقاع حيث تمّ استهداف سيارة على طريق طليا – حورتعلا بقاعاً ما أدّى الى استشهاد 5 أشخاص، واستهدفت غارتان شقة سكنية بالقرب من مجمع المصطفى في الجية، وأفيد عن سقوط 7 جرحى. كما سجلت غارات على كفرا والشهابية وتول وعيناتا ومحيط مدينة صور والشبريحا والمنطقة بين بلدتي عيتيت ووادي جيلو وطيردبا وعيتيت وعنقون ودير الزهراني. واستهدف طيران العدو الحربي مبنى على طريق مدخل مستشفى الشيخ راغب حرب في تول. وأفيد عن غارة على محل تجاري في جويا. وعلى منطقة كفرجوز في النبطية. وتسبّبت غارة على أطراف بلدة البازورية، بوقوع إصابات. وأفيد عن انتشال 12 شهيداً من وطى الخيام ومغادرة جميع فرق الإسعاف واليونيفيل المكان.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في التقرير اليوميّ لحصيلة وتداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان، أن «غارات العدو الإسرائيلي ليوم الاثنين 4 تشرين الثاني 2024 أسفرت عن 11 شهيداً و61 جريحاً». وذكر المركز، أن «الحصيلة الإجماليّة لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس بلغت 3013 شهيداً و13553 جريحاً».
الى ذلك، وصل وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم أمس، إلى جنيف مع وفد رسمي، مُكلّفًا من الحكومة اللبنانية بتقديم شكوى ضد الجرائم التي ارتكبها العدو «الإسرائيلي»، وتحديدًا جريمة تفجير معدات البيجر واللاسلكي، التي أسفرت عن استشهاد وإصابة آلاف الأشخاص، لا سيما فئة العمال وأصحاب العمل الذين أصيبوا في مواقع عملهم، ما يشكل انتهاكاً للاتفاقيات الدولية التي تكفل حماية العمال وتوفير بيئة عمل آمنة لهم.
سياسياً، أشار عضو كتلة «التّنمية والتّحرير» النّائب هاني قبيسي، إلى أنّه «بعدما قرأنا بعض الكتابات لأصحاب الرّؤوس الحامية أيًّا كان انتماؤهم، نذكّر بقول الإمام المغيّب موسى الصدر، إنّ «أفضل وجوه الحرب مع «إسرائيل» الوحدة الوطنيّة الدّاخليّة»، لافتًا إلى أنّ «أيّ كلام يتعارض مع هذا المنطق، يخدم العدو الصّهيوني». وأكّد في تصريح، أنّ «المقاومة لن تبحث أبدًا عن مشكلة داخليّة مع أي جهة من الجهات، بل عن وعي يعزّز قوّة الوطن في الصّمود أمام الهجمة الصّهيونيّة الشّرسة، الّتي تسعى إلى تدمير الوطن وتمزيقه، والواجب على كلّ وطني أن يسعى لتوحيده».
على صعيد متابعة الإنزال الإسرائيلي في البترون، لفت مصدر قضائي لبناني لوكالة «فرانس برس»، تعليقًا على عمليّة خطف المواطن اللّبناني عماد أمهز، أنّ التّحقيقات الأوّليّة الّتي تجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بإشراف النّائب العام التّمييزي القاضي جمال الحجار، أظهرت أنّ «العملّية نُفّذت بدقة وبسرعة، وكان معدًّا لها مسبقًا وبإتقان».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى